• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
هل يشرع لمن خشي العدوى أن يترك الجماعة؟
الجواب:

المقدم: كذلك شيخنا بالنسبة لبقاء الوباء واستمرار الوباء إلى الآن، بعض الناس قد يخشى من وقوع، من نقول العدوى له بذهابه إلى المسجد، أو كونه مثلًا هو صحيح البدن يعني هو ليس بمريض لكن يخشى هذه العدوى أو يخشى أن يتأثر بها، فهل هذا عذر لترك صلاة الجماعة في المسجد أو لا؟ جواب الشيخ: نعم، أولًا أنت أشرت إلى مسألة وقلت استمرار هذا الوباء. نقول: نعم الآن استمر هذا الوباء، والله -سبحانه وتعالى-لم يرفع هذا الوباء بسبب الذنوب والمعاصي، ما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، فأنا من هذا المِنبر المبارك، ومن هذا المجلس أُنادي إخواني وأحثهم إلى التوبة والإنابة والرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى-"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" الشورى: 30، قال الله -عزَّ وجلّ-: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" آل عمران: 165، والله أيضًا -سبحانه وتعالى-يقول: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" الروم: 41. في مسند الإمام أحمد -رحمه الله-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "وإنَّ الرَّجلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يصيبُهُ" صحيح ابن ماجه، فالذنوب شؤمها عظيم وخطرها كبير، ومع ذلك نأسف أن نجد الناس اليوم يهتمون بالأسباب الحسية، وهذا من الأسباب المشروعة الأخذ بها وهو من التوكل على الله -عزَّ وجلّ-، يهتمون بالأسباب الحسية من التباعد، والحجر، ولبس الكمام ونحو ذلك وينسون أهم الأسباب وأعظم الأسباب وهو سبب الذنوب، ومعصية الله -سبحانه وتعالى-هي أعظم الأسباب التي أدت إلى وقوع مثل هذا البلاء، فأنا أقول علينا أن نتوب إلى الله -سبحانه وتعالى-وأن نلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى-وأن نستغفره. تجد أن كثيرًا من الناس اليوم يتخلفون عن الصلاة، لا يصلون، يجمعون بين الوقتين، تجد من عق والده، من قطع رحِمه، من أكل أموال الناس، من أكل أموال اليتامى، من أطلق لسانه في الغيبة والنميمة والفحش والكذب، من أطلق بنانه في كتابة الكذب والدعوة إلى معصية الله -سبحانه وتعالى-، كتابة البدع إلى آخره، من أطلق سمعه في سماع الغيبة والنميمة والغناء، من أطلق بصره في ما حرم الله -سبحانه وتعالى-، رحمة الله -سبحانه وتعالى-لا تُستجدى ولا تُطلب بانتهاك محارمه، تعدي حدوده، بذنبه ومعصيته، رحمة الله -سبحانه وتعالى-إنما تُطلب وتُستجدى بالرجوع إليه، والتوبة والإنابة، والله -سبحانه وتعالى-قال: "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ"، فهذا البلاء إنما هو من عندنا وما اقترفته أيدينا، فحريٌ بنا أيها الأحبة وجدير أن نلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى-وأن نأخذ بأعظم أسباب رفع هذا الوباء، وهو التوبة والإنابة وعلينا أن نذكِّر على الأخوة طلاب العلم أن يذكِّروا في مجالس الناس، وأن يحثوا الناس إلى الرجوع والتوبة والإنابة، وكذلك أيضًا الصدقة والصلاة، النبي -صلى الله عليه وسلم-لما كَسفت الشمس فزع إلى الصلاة، ولما قُحط المطر فزع إلى الصلاة، والعلماء يقولوا: هناك ما يسمى بصلاة الحاجة إلى آخره، لابد أن نستكين وأن نتضرع وأن نرجع إلى الله -سبحانه وتعالى- "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام: 43، هذا كله من تزيين الشيطان، فأقول علينا أيها الأحبة أن نهتم بهذا السبب العظيم؛ التوبة، هذا السبب المعنوي مع الاهتمام بالسبب الحسي؛ وهو الأخذ بما تُمليه علينا الجهات الرسمية. أقول: بالنسبة لكون بعض الناس يتخلف، هم الفقهاء -رحمهم الله تعالى-قالوا: "إذا خاف من حدوث المرض؛ فإن هذا عذر من أعذار ترك الجماعة"، لكن بعض الناس يبالغ في مثل هذا الأشياء، يعني هو لابد إذا خاف حصل له الظن، يعني قامت قرائن أنه ربما إنه يقع فيه، أما إذا احترس، يعني قد يكون الإنسان، العدوى ليست في مثل وقتنا الحاضر الآن، يعني الاحتراز منها، وربما إنه إذا ذهب حصل له هذا المرض، أو قد يكون عنده مرض مزمن، أو قد يكون كبير في السن كما أسلفت أو نحو ذلك، هذا يُظن إنه يصيبه المرض، فهذا يكون له عذر في ترك الجماعة. أما إذا احترز ولبس الكمام، وحصل الآن الحمد لله ما يوجد مثل هذا التباعد إلى آخره، وتَنَظَّفَ وغَسَّلَ يديه، فهذا إن شاء الله لا يصيبه المرض، أقول لا ينبغي لنا أن نبالغ في مثل هذه المسألة وأن يحصل لنا شيء من الوسوسة، فهذا من وسوسة الشيطان، لكن الآن الحمد لله الناس يحترزون، فإذا احترز فإنه يصلي مع الناس، لكن إذا كان سيصيبه قلق وضجر وخوف، وقد يكون هذا الخوف من الشيطان أيضًا، وظن أنه قد يصاب بهذا المرض كما أسلفت بوجود قرينة، فهذا يكون عذر، أما إذا لم يكن شيء من ذلك، فالأصل أنه يصلي مع جماعة المسلمين، نعم. المقدم: شيخنا حفظك الله، كذلك يعني مما يؤيد ما تفضلتم به إن بعض الناس يعني يأتيه هذا الوسواس وهو خوف المرض، خاصة عند الذهاب أو نية حضور الجماعة، صلاة الجماعة، لكن تجد هذا الرجل يخرج مثلًا إلى الأسواق، يخرج إلى قضاء بعض الحاجيات، سبحان اللَّه ولا يخاف ولا يقع له مثل هذا الوسواس. جواب الشيخ: إي نعم، صحيح هذا كله من الشيطان، والله -سبحانه وتعالى-ذكر ذلك في كتابه: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا"، وقال الله -عزَّ وجلّ-: "إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ" آل عمران: 175، يعني: يخوفكم بأوليائِه، فالشيطان يخوف المؤمنين ويخوف الصادقين بأنه سيصيبهم مثل هذا المرض، ويُحدث لهم مثل هذه الوساوس والأفكار الرديئة إلى آخره، لكن دواؤها كما قال الله -عزَّ وجلّ- في نهاية الآية "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" المجادلة: 10. تقول: توكل على الله -عزَّ وجلّ-واعمل الأسباب التي أشارنا إليها الأسباب الحسية والأسباب المعنوية، ضع الكمام وخذ لك مصلى خاص وابتعد عن الناس، وأيضًا عليك بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى-وأبشر لن يصيبك شيء إلا بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الإثنين ٠١ مارس ٢٠٢١ م
حجم المادة 45 ميجا بايت
عدد الزيارات 293 زيارة
عدد مرات الحفظ 48 مرة