: قيام الليل مختلف به بين أهل العلم من حيث الوقت، فقال بعضهم يبدأ من بعد صلاة المغرب لأنها صلاة ليل والليل يبدأ من المغرب كما قال سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}البقرة:187، أي إلى آذان المغرب وهذا مذهب الحنابلة عليهم رحمة الله وابلة، فيمكن على هذا تصلي قيام الليل من بعد صلاة المغرب إلى صلاة الفجر أو إلى أن تصلي الوتر، فصلاة الوتر قبل الفجر فقد انتهى وقت قيام الليل، فإن بدا لك صلاة بعد ذلك فلا بأس أن تفعليها إن شاء الله، هذا من حيث الوقت.
وأما من حيث العدد فإحدى عشرة ركعة مع الوتر أو اثنتا عشرة ركعة، القول الثاني أنها تبدأ بعد صلاة العشاء وهذا قول جمهور أهل العلم، إما أن تصليها بعد سنة العشاء وإما أن تصليها بعد سنة المغرب، وطبعًا قيام الليل بعضهم قال إحدى عشرة ركعة وبعضهم قال ثلاثة عشرة ركعة والذين قالوا ثلاثة عشرة ركعة أدخلوا فيها ركعتي العشاء، وفي الحقيقة إحدي عشرة ركعة، لم يزد الرسول طول عمره على ثلاث عشرة في وتره فيه وفي سواهم تغيرت كما من النصوص قد تظاهرت، أدخلوا فيها في رواية أمنا عائشة رضي الله عنها سنة العشاء.
تسأل أيضًا أختنا الكريمة عن صلاة الضحى عن وقتها وعدد ركعاتها وصفة هذه الصلاة: صلاة الضحى ثمان ركعات عند البعض واثنتا عشرة ركعة عند البعض الآخر والراجح أنها ثماني ركعات كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الفتح في صحيح البخاري وفي غيره من حديث أم هانيء رضي الله عنها أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثمان ركعات في هذا الوقت في وقت الضحى ركعتين ركعتين ويمكن أن تكون أربعًا أربعًا فبعض العلماء يفرق بين نافلة النهار ونافلة الليل، لأن نافلة النهارتكون موصولة أربع ركعات ثم أربع ركعات وأن نافلة الليل تكون ركعتان ركعتان، " صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى"صححه الألباني، أخذوا مفهوم المخالفة أن صلاة النهار لاتكون مثنى مثنى والمقصود بها صلاة النوافل والأمر واسع إن شاء الله، صلِ ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثمان ركعات في صلاة الضحى، وتكون من ارتفاع الشمس قيد رمح حتى تنتصف الشمس في كبد السماء.
صلاة السنة إذا فات وقتها هل تقضى؟
نعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما نام هو والصحابة ذات يومٍ في سفر عن صلاة الفجر فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة، يقول عمر فما أيقظنا إلا حر الشمس، فتوضأ الرسول صلى الله عليه وسلم وتوضأ الصحابة رضي الله عنهم وصلوا رغيبة الفجر، صلوا السنة أولًا ثم أُمر بالصلاة فأقيمت ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الفريضة فإذا فاتت الفريضة قضيت مع السنن القبلية والسنن البعدية، أو إذا أخر المُكلف الصلاة عن أول وقتها إلى منتصف الوقت أو إلى آخره أيضًا يصلي السنة القبلية ثم الفريضة ثم السنة البعدية، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه قضى السنن إذا فاتته دخل بيت أمنا أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها بعد العصر، وصلى ركعتين وسألته عن ذلك وكان لايفعل ذلك قبل هذا قال إنه سنة الظهر البعدية، كان يصلح بين بني فلان وبني فلان ففاته سنة الظهر فقضاها صلى الله عليه وسلم ورأى رجلًا بعد الفجر يصلي ركعتين فقال "فجران في وقت واحد؟ قال الرجل إنها سنة الفجر يا رسول الله فسكت النبي صلى الله عليه وسلم".
الأخت أيضًا تسأل هل للعصر سنة؟
نعم للعصر سنة راتبة قبلية ليست مؤكدة، لأن السنن الراتبة القبلية والبعدية للصلوات منها ما هو مؤكد ومنها ما هو غير مؤكد، أما المؤكدات فركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء، وأما غير المؤكدات فيضاف إلى ما بعد الظهر ركعتين وإلى مابعد الظهر ركعتين أربع وأربع، وقبل العصر أربعًا وقبل المغرب ركعتين، وقبل العشاء ركعتين، سنة قبل العصر راتبة غير مؤكدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " رَحِمَ اللهُ امْرءًا صَلَّى قَبلَ العَصرِ أربَعًا"حسنه الألباني، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
|