يجب عليه التوبة إلى الله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة مدمن خمر) (ومن شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة كما في الصحيحين) وهذا يدل على أنه يجب على المؤمن أن يتباعد عن هذه اللوثة وهذه السيئة.
ومن سيئات الخمر أنه إذا شرب الإنسان وسكر فلا يجوز له أن يصلي، الله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) وذلك أن المصلي هو بيد الله، فإنه لو أتاك خرف لأعرضت عنه فكيف في خطاب رب العالمين! يجب أن يكون الإنسان على هيئة الكمال والأدب في دخوله فلا يكون سكرانا لا يدري ما يقول.
هذا لا يجوز أن يصلي في حال سكره الذي يكون قد اختلط قوله، هذا ضابطه في قوله: (حتى تعلموا ما تقولون) فإذا صلى وهو ما يدري فهذا لا يجوز له أن يصلي فإن هذه الصلاة لا ثمرة لها ولا فائدة ولا تحقق غرض ولا مقصود لكن لو أنه أفاق وكان عقله معه حتى لو كان قد شرب أو كان في بداية شربه ولم يستحكم السكر فعند ذلك يصلي لأن الله تعالى قال: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) والأمر بالصلاة ثابت إلا في هذه الحالة.
قد يقول: إنه ورد في وعيد شارب الخمر أنه من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فهل معنى هذا أنه لا يصلي؟ الجواب: لا، هو يجب أن يصلي ولو لم يصل لازداد إثما على إثم وسوء على سوء وصار ضغثا على إبالة بمعنى أنه ساءت حاله لأنه جمع بين شرب للمنكر وتركا لما ينهى عن الفحشاء والمنكر وهي الصلاة.
لكن المقصود بقوله: (لم تقبل له صلاة أربعين يوما) هو لم يقل: لا يصل أربعين يوما، إنما بيان حجم سيئة شرب الخمر وأن سيئة شرب الخمر تحيط بأعمال صلاة أربعين يوم، يعني لو وضعت سيئة شرب الخمر في كفة ووضعت ثواب وأجر صلاة أربعين يوما في كفة لذهبت هذه الأجور بهذه السيئة، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبل له صلاة أربعين ليلة).
ولا يعني هذا ألا يصلي، بل يجب عليه أن يصلي ولو لم يصل أثم، أسأل الله أن يتوب عليه وأن يكشف عنه هذا البلاء ويعني السبل والطرق التي يعالج بها الإنسان نفسه كثيرة ومتوفرة، فليعالج نفسه بأنواع من العلاج بالصحبة الطيبة والبعد عن مواطن الفتنة كل هذا مما تصلح به الحال.