س: يقول أنْ يصلي الشفع قبل النوم، ويؤخر الوتر إلى ما بعد الاستيقاظ.
جواب الشيخ:
ج: نعم. كِلا الأمرين قد ورد في هذا. قد جاء عند الإمام أحمد وعند أبي داود من حديث سعيد بن المسيّب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أبا بكر عن وتره فقال: إني أُوتِر قبل أن أنام، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: حَذِرٌ هذا. فسأل عمر بن الخطاب فقال: إني أصلي ثم أنام ثم أقوم ثم أُوتِر من آخر الليل، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: قويٌّ هذا.
فالناس في ذلك على حالين: إما أناسٌ يخشى أن يفوته في ذلك الوقت فينام عن الصلاة؛ فنقول: يُوتِر في ابتدائه، وهذا يعضده في ذلك حديث أبي هريرة -عليه رضوان الله تعالى- في الصحيح أن أبا هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاث، ثم ذكر منها: أن أُوتِر قبل أن أنام.
وأما بالنسبة للحال الأخرى، النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا" صحيح البخاري، وكذلك أيضًا في قول النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن عمر وهو في الصحيحين أنه قال: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى".
والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد أوتر في أول الليل، وأوسط الليل، وآخر الليل، وانتهى وتره إلى آخر الليل.
وآخر الليل هو أفضل؛ باعتبار النزول الإلهي وإجابة الدعاء، لكن بعض الناس يقول: أخشى أن يغلبني نوم، فنقول في ذلك أن تُوتر.
ثم إذا قام بعد ذلك هل له أن يصلي أو أُقفِل باب الصلاة بالوتر؟ نقول: الباب في ذلك مفتوح، فيصلي الإنسان في ذلك.
فهل له أن يُعيد الوتر؟ هذه مسألة تحتاج إلى بحث.
|