السنة الحسنة هي ليست اختراعا في الدين، فهذه تعتبر محدثة.
إنما هي سنن أصولها في الشرع وأهملها الناس فجئت أحييتها، لأن مخرج الحديث الذي ذكر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- السنة الحسنة يفيد ذلك، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان جالسا مع أصحابه فجاءه قوم من غطفان مجتابي النمار فلما رأى أثر ما بهم من الفقر والفاقة خرج على أصحابه فتلى عليهم قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ وتلا الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ فقام رجل وأتى بصُرّة قد عجزت يداه عن حملها أو كادت فطرحها بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تابع الناس المجيء بالصدقات فأصبح أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- كوم كبير من المال من الفضة فتهلل وجهه وقال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها يوم القيامة" هذا الرجل ما اخترع سنة لكنه بادر بصدقة فسنّها لمن حوله فتبعوه على ذلك وإلا فأصلها موجود.