بعد ما فُتحت أوقات الحظر جزئيًا عندنا، بعض الناس أصبح يتساهل في الخروج والدخول، يقول: بعضهم أصيب بهذا المرض، ونقل العدوى إلى أحد والديه وكان كبيرًا في السن، فأصابته هذه العدوى فمات من أثرها، فيقول: هل على هذ الرجل الذي تسبب بنقل العدوى إثم؟ وهل يعتبر من القتل الخطأ؟ جواب الشيخ: نعم، أولًا ينبغي أن نأخذ من هذا درسًا وعبرة، وأن المسلم عليه أن يحترس وألا يكثر الخُلطة ما دام أن هذا الوباء لا يزال باقيًا، وأن يحتسب الأجر عند الله -عزَّ وجلّ-، وإذا فعل ذلك وهو يقصد أن يقيَ نفسه وأن يقيَ من حوله من والديه وأقاربه ونحو ذلك كان مأجورًا عند الله -سبحانه وتعالى-، وكما قال الله -عزَّ وجلّ-: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" المائدة: 32، فهذا فيه فضل عظيم وأجر كبير، كما أنّ تعمد الخروج والخلطة، نعم، يدخل في قول الله -عزَّ وجلّ-: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" البقرة: 195، قال الله -عزَّ وجلّ-: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" النساء: 29. فنقول: المسلم عليه أن يحترس وأن يأخذ بهذه الأسباب الحسية كما أنه يأخذ بالأسباب المعنوية، وهذا الذي حصل، يعني إذا تُحقق أنه نقل العدوى إلى والديه فهو داخل إمَّا في قتل الخطأ أو قتل شُبه العمد، إذا تعمد فهذا داخل في شُبه العمد، ولكن هذا يبعد؛ لأن شبه العمد كما هو ضابطه عند العلماء: هو أن يقصد جناية لا تَقتُل غالبًا، وهذا مثله، لكن ما أعتقد أنه يقصد ليكون هذا من باب قتل الخطأ، يقول هذا من باب قتل الخطأ؛ لأنه تسبب في هلاك هذا القريب من والد وغيره، نعم. المتحدث: أحسن اللَّه إليك شيخنا، هو الغالب أن الذي أصابته العدوى يعني الأطباء يقولون احتمال أن العدوى مصدرها فلان بسبب مخالطته لبعض الناس، فهو ليس بشيء قطعي. الشيخ: نعم، نعم، ما دام هو ليس بشيء قطعي، فالذي يظهر والله وأعلم، لأنه حتى لو قولنا بأنه قتل خطأ هيترتب عليه أحكام من كفارة ودية وغير ذلك، فإذا كان لا يُقطع؛ لأن القتل الخطأ ضابطه عند العلماء: هو أن يفعل ما له فعله فيقتل آدميًا معصومًا، فهو له أن يفعل لكن يتسبب بفعله هذا وهو لم يقصد الجناية، يتسبب بفعله هذا قتل آدميّ معصوم، فإذا كان هذا ليس مُتحققًا أنه هو الذي أعدى والديه، يعني، ونقل لهم هذا المرض، فلا يظهر أنه يكون حتى داخل في القتل الخطأ.