س: هل يجوز ترك الأطفال لفترة طويلة وهم بنجاستهم من دون تنظيف وتبديل للحفاض؟ جواب الشيخ: السنة دلت على أن الأفضل للمسلم أن يُبادر بإزالة النجاسة، ويدل ذلك حديث أبي هريرة في الصحيحين وحديث أنس أيضًا في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بال الأعرابي في طائفة من المسجد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة بدانوب من ماء، فأهريق عليه، فدل ذلك على أن الأفضل وأن السنة إذا وقعت النجاسة في مكان أن يُبادر بتنظيف هذا المكان وعدم ملامسة النجاسة؛ ولأن مثل المسجد هذا قد يأتي شخص ويصلي فيه إلى آخره، وقد ينسى الإنسان أيضًا لو وقع البول على ثوبه قد ينسى فيصلي في هذا الثوب، نقول بأن هذا هو الأصل، هذا أصل دلت عليه السنة: المبادرة بإزالة النجاسة، وعلى هذا إذا وُجد من هؤلاء الأطفال شيء من البول إلى آخره فالأفضل لأمهم أن تبادر بتنظيفهم لأمرين؛ الأول: لأن ما ذكرنا من الأصل الذي دله حديث أنس وحديث أبي هريرة، وأن السنة المبادرة بإزالة النجاسة. والأمر الثاني: أن ترك هذا الأذى في حفاضاتهم ربما يؤدي هذا إلى تضررهم، وحصول الحرقان لجلودهم، والقاعدة المقررة: لا ضرر ولا ضرار، والله -عز وجل-يقول: "وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" البقرة:195، لكن لو أن الأم أخرت شيئًا يسيرًا لغرض؛ كأن لم تتمكن الآن أو لحاجة ونحو ذلك، بحيث إنه لا يضر هؤلاء الأطفال فإن هذا لا بأس به إن شاء الله.