• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
بعض الإخوة يرون أنه إذا رد عالم على داعية أو على من مثله أن هذا تبديعا، فهل كل رد يعتبر تبديعا؟
الجواب:

بالنسبة للردود المتبادلة التي تكون بين العلماء وتكون بين الناس عموما فنقول إنها تدور في ذلك إلى مدارات منها ما يردّ في ذلك الباطل ومنها ما يرد في ذلك بذلك الحق، فنقول إن رد الباطل على مراتب منها ما هو مراتب تعرف بالشرع وتعرف كذلك أيضا بما لم ينص عليه الشرع من أمور الناس يعرف بالمقاصد وكذلك أيضا الغايات ويعرف بالنظر
فنقول: إن التشديد في التعامل الذي يكون في رد الشر الذي يكون في الناس له أحوال أيضا متعددة منها عظم الشر الذي يكون من المخطئ فإذا كان الشر في ذلك عظيما فإنه يشدد فيه، وإذا كان يسيرا فإنه يلان معه، كذلك أيضا ينظر إلى جهة من الجهات وهي ما يتعلق بالمخطئ هل هو متأول جاهل أم عالم معاند والفرق بين العالم المعاند الذي يأتي بالباطل ليضل الناس يختلف عن الجاهل الذي يأتي بشيء بحسن قصد
وكذلك أيضا في حال المخالفة هل هي من مسائل الاجتهاد أم ليست من مسائل الاجتهاد فقد دل الدليل عليها بقطعي أو دل الدليل عليها بالظن، فينظر في ذلك حينئذ حتى يعرف في هذا حجم الرد، وأما ما يتعلق برد الحق البين الظاهر فإنه ليس لأحد أن يرد الحق البين الظاهر مهما كانت منزلته
بالنسبة للردود التي تكون بين العلماء وتكون بين الدعاة ينبغي ألا يدخل فيها إلا من كان عالما بها لا يقيّم الجاهل نزاعات العلماء ولا خصومات العلماء ولا يقال إن أمثال هذه الردود تكون بإطلاق بدعة ولا يقال إنها تكون أيضا بإطلاق أنها صواب بل ينظر إليها بحسب الحال وبحسب الخطأ وبحسب المنزلة والأثر المترتب عليه في حال الرد، لأن الله عز وجل ما جعل العلماء معصومين بحيث إنهم لا يقعون في الخطأ بل قد يقع في الخطأ ويقع في الزلل والضلال وزلل العالم أعظم من زلل غيره وذلك لأنه يفتي للناس ويضلهم بخطئه وكذلك أيضا بفتنتهم في دينهم ودنياهم فإذا وقع في الخطأ فإنه يبين هذا الخطأ ويبين هذا الزلل ويبين هذا الشر بالحكمة واللين وكذلك أيضا عن علم وبصيرة
ومن أعظم الشرور وكذلك الأخطاء التي تقع في الردود بين العلماء وربما الدعاة أو غير ذلك أن يتخلل ذلك شيء من الانتصار للنفس أو الهوى أو تشخيص المسألة وإخراجها عن مقصدها الشرعي وذلك بتتبع الزلات وكذلك أيضا استزلال الناس بتخطئتهم، أو تتبع عوراتهم فإن هذا من الشرور وإن كان الإنسان يقول: إن هذا خطأ، نعم نقول هذا خطأ لكنه جاء بالنسبة لك بالتتبع والترصد وما كان من التتبع والترصد في مثل هذا ليس من الأمور التي تحمدها الشريعة فإنه ما من أحد يترصد ويتتبع إلا وتوجد له زلة قولية أو فعلية أو تقريرية ولهذا يفرق بين تشخيص المسائل وبين النظر إليها من جهة حماية الدين
كثير من الصراعات التي تقع في زماننا صراعات هي مشوبة بشخص بأشخاص بحيث ينظر إلى المسألة إلى أنها شخصية وكذلك إساءة الظنون وتعظيم أيضا الأخطاء والزلات وكذلك أيضا فيما يقابلها هناك تهويل لأخطاء كبيرة جدًا تقع خاصة فيما يتعلق في مسائل العقائد وتبسيطها أو العناية بأخطاء من نوع معين واهمال أخطاء تكون عظيمة لهذا ينبغي للإنسان أن يكون منظاره في تقويم الناس وتخطئتهم منظار الشريعة ومنظار التجرد، أن يكون الإنسان متجردا لا ناظرا إلى أتباع ولا ناظرا إلى مصلحة أو جاه أو مال أو غير ذلك

تاريخ إصدار الفتوى غير معلوم
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة الجمعة ٢٧ مارس ٢٠٢٠ م
حجم المادة 8 ميجا بايت
عدد الزيارات 843 زيارة
عدد مرات الحفظ 89 مرة