هو لمن لا يملك مالا، ينبغي أن الله سبحانه وتعالى لا يغلق بابا على الإنسان لسبب قدري إلا وفتح له أبواب أخرى وهذا من رحمة الله عز وجل ولطفه بالعباد، وهذا نجد أن باب من أبواب الخير إلا وجعل الله عز وجل له بدائل وهذا العجز إنما أن يكون مثلا في جنس الإنسان أو يكون ذلك في أمر خارج عن العادة
في جنس الإنسان تجد أن الله عز وجل أوجب الجهاد على الرجال ولم يوجب الجهاد على النساء، هل عطلنّ عن هذا الفضل؟ لم يعطل، أبدلهن الله عز وجل بالحج والعمرة، ولهذا جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة أن عائشة عليها رضوان الله تعالى قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (لا، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج)
وهذا فيه إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يجعل أحدا فاضلا على أحد لعمل يعمله ثم يعطل غيره عن عمل آخر ولو بديلا له ولهذا جاء في حديث في قول الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله سبق أهل الدثور بالأجور، يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي إلا أن الله عز وجل أعطاهم أموالا ينفقونها في سبيل الله
بين النبي عليه الصلاة والسلام لأولئك أنه في التسبيحة صدقة والتهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة أي حتى لو كنت فقيرا الله عز وجل أوجد لك بديلا، ربما ذلك الغني هو محروم منه، محروم من التسبيح والتهليل والتفرغ لله، لماذا؟ لأنه مشغول في تجارته مشغول في صفقاته وربما أيضا في نفقاته، هذه النفقات هي أعمال الخير، أيضا لك سهم من التجارة انشغل به، والتسبيح والتهليل وغير ذلك
كذلك الله عز وجل ربما يعطي الإنسان بنيته للخير يتمنى الإنسان أن لديه قناطير مقنطرة من الذهب والفضة لماذا؟ حتى يكسو الفقراء ويؤوي ويعالج الجرحى ويكفل اليتامى ويبني المساجد ويطبع المصاحف ويتمنى، هذه الأماني أيضا أماني عبودية فإذا علم الله عز وجل صدق الإنسان كتب الله عز وجل له ذلك الأجر
ولهذا نقول: إن من أسباب تحقيق الخير والأجر للإنسان هي نيته التي يؤتيها الله عز وجل للإنسان، لهذا نقول: إن بعض الناس يحرمهم الله عز وجل سببا من أسباب من الوصول إلى ذلك الأجر أو ذلك العمل، ويفتح الله عز وجل له أبوابا، ثم يستسلم لذلك التعطيل لذلك الباب ثم يدع تلك الأبواب الأخرى
المسلمون الآن لديهم أزمة شديدة متنوعة في أنفسهم كذلك أيضا في أزماتهم في دينهم ما يتعلق أيضا في دمائهم في أعراضهم، استباحة الأعراض تواجدت في كثير من البلدان نجد القتل نجد كذلك أيضا الاغتصاب وغير ذلك ما يحدث في الشام
بعض المسلمين يقول: إني عاجز عن النصرة إما النصرة البدنية أو النصرة المالية وغير ذلك لكن لا تعجز عن الدعاء، لا تعجز كذلك أيضا عن بيان تلك المظالم ومن كان قادرا تستحث القريب، تستحث الأب، تستحث الأخ، تستحث الجار، أنت غني فبادر، أنت غني فتصدق، أنت قادر فسلح إخوانك احميهم، استرهم، غط من البرد أو نحو ذلك هذا أيضا من العبادة التي يتعبد بها الإنسان لله سبحانه وتعالى ولا يقول: إن المباشرة في نفسه، ولهذا نجد أنه من القصور لدى الناس يظن أن الخير له مدخل واحد لا يصل إلا إليه، هذا من الخطأ
كذلك أيضا من الأمور المهمة أنه لا ينبغي أو يجب ألا يغفل جانب الدعاء ولهذا جاء في الخبر عن النبي عليه الصلاة والسلام جاء مرفوعا وموقوفا، قال أن الدعاء سلاح المؤمن، سلاح المؤمن يعني يحميه ويقيه، وهذا السلاح أيضا ربما أنت تدعو به لغيرك
سلاح لك يحميك من ماذا؟ يحميك من الكربات والأزمات، كم من الشر تُكفى به بسبب دعائك، ولهذا نقول: كم من القذائف التي يرميها العدو على العزل وعلى المعدمين، ترمي بهم وربما تنزل في ميادينهم ولا تنفجر، من وراء مثل هذا الأمر؟ ربما دعوة مكلوم أو دعوة مكروب أو دعوة بعيد وغير ذلك
وهذا الإنسان ربما لا يصيب العدو بسلاحه ثمت أمور غيبية الله عز وجل يقدرها ويحمي الناس يحمي الفقراء يحمي الأنفس ربما يكون هذا تجد في كثير من الناس يصاب مجاهد في سبيل الله ويعجب الناس من عدم موته، أو مثلا تنزل قذائف ولكنها لا تصيب أحدا، أو ربما تنزل تلك القذائف ولكنها لا تنفجر وهذا سببه في ذلك هو لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بجانب الدعاء الذي يعج به المسلمون في كثير من بلدان المسلمين
لهذا نقول: يجب الاهتمام بالدعاء فهو نوع من أنواع النصرة بل ربما من أعظمها وإن كان الكلفة فيه يسيرة إلا أن أثره في ذلك عظيم لأن هدي عليه الصلاة والسلام أنه كان يدعو كثيرا ولو كان في مواضع شديدة في مواضع الكرب، لهذا النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الأحزاب، في غزوة حنين، في غزوة بدر، في غزوة أحد، النبي عليه الصلاة والسلام يأخذ شيئا عن المعركة ثم ينشغل بالدعاء عليه الصلاة والسلام
لهذا نقول: الانشغال بالدعاء من الأمور المهمة، إحياء قضايا المسلمين في الجهاد في النفقة في الفقراء والمساكين بيان حقوقهم بيان مظالمهم بيان حال الظالم بيان حال المظلوم والحق الواجب على المسلمين، هذا من وسائل النصرة ولو كانت بفهم الإنسان أو يجدها الإنسان سهلة لكنها عند الله عز وجل عظيمة، لماذا؟ لأن الله عز وجل علم عجزك من جهة المال، علم عجزك من جهة السلاح، علم عجزك من جهة بذل نفسك وغير ذلك، ولكن علم قدرتك من جهة دعائك علم قدرتك من جهة حظك لمن حولك بإعانة إخوانهم
فإذا أغلقت هذه الأبواب إلا بابا واحدا ثم استعملته آتاك الله عز وجل تلك الأجور كلها
|